mardi 4 octobre 2011

من يكذب يا وطني بقلم يحيي القزاز




من يكذب ياوطنى: الصحافة أم القادة؟


من يكذب ياوطنى: الصحافة أم القادة؟

بقلم

د.يحيى القزاز


طالعتنا الصحف منذ فترة بتصريحات المشير طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأنه صدرت تعليمات بقتل المتظاهرين، وهذا مسجل بالصوت والصورة للمشير فى حفل تخرج كلية الشرطة، وتصريح منسوب للفريق سامى عنان فى الصحف وهو موثق عى شبكة الإنترنت وصفحة التواصل الاجتماعى (Facebook) بأنهم رفضوا أوامر رئاسية صدرت بسحق المتظاهرين ومساواتهم بالأرض. شهد طنطاوى فى محاكمة الرئيس المخلوع وانكر ماقاله سابقا، واليوم فى الفيوم (الأحد 2 أكتوبر 2011) تحدث بشأن شهادته وأكد على أنه لم تصدر أوامر للقوات المسلحة بقتل المتظاهرين، واعتبر المشير ماقاله شهادة حق لله والجيش!!، وهى الشهادة التى تبرأ رئيسه المستتر مبارك من القتل، ولانعرف ماذا سيقول الفريق عنان فى شهادته القادمة، هل ينكر ماقله لصالح رئيسه أم يصر على أقواله المنشورة فى الصحف مهما كانت التحديات والثمن فالمقاتل أهم مايميزه هو شرفه الذى يحرص عليه ولايتخلى عن ذرة منه مهما بلغت المساومات والتهديدات.
نطالب بالتحقيق العاجل لمعرفة الحقيقية فيما قاله المشير فى كلية الشرطة وهو مسجل بالصوت والصورة وماقاله اليوم فى الفيوم، وبغض النظر عن شهادة الفريق عنان القادمة نطالب بالتحقيق فيها للتأكد منها. قلت سابقا أن هذه القيادة متورطة شأنها شأن كل القيادات التى ورطها النظام الفاسد وحاول إفسادها، ولا أعتقد أنه بعد أن سالت دماء شباب أبنائنا ورأيناها أنهارا تسيل فى الميادين ورؤوس تدهسها عجلات المدرعات، وتخترقها قناصات العادلى من أعالى المبانى، لا أعتقد أن الزمن يمكن أن يعود للوراء ونصمت أمام قيادات تحصل على رواتبها من ضرائب الشعب المصرى. ومن خرج على القائد الأعلى للقوات المسلحة (مبارك المخلوع) وتحت يده جيش ضخم يمكن ان يخرج على قيادات لاشرعية لها حتى وإن انتمت للقوات المسلحة، فشرعيتها وصلاحيتها بقدر التزامها بالمصداقية والدفاع عن حقوق الوطن واحترام كرامة وحقوق الإنسان، والرد على وقاحات العدو الصهيونى وليس مطاردة فتيات مصر والكشف عن عذريتهن.. ياله من فعل وضيع قبيح لايصنعه إلا القوادين ومن يريدون كسر أنفاس الناس بماهو مشين ويجلب العار فى التقاليد المصرية. الحر يحافظ على العرض ونقيضه يهين العرض.
المجلس العسكرى وما أدراك مالمجلس العسكرى، وحديث الإفك عن انتخابات بطعم الموت فى حالة الطوارئ. انتخابات فى تلك اللحظات هو حديث عن استهلاك الوقت وضياعه، وماذا يعنى برلمان فى ظل حكم عسكرى؟ تماما كالبرلمان فى ظل الاحتلال، وماهى صلاحياته؟ وهل له حق إدارة البلاد؟ برلمان هو مسرح عرائس ونوابه دمى تحركها أيدى السلطة المستبدة. أعرف أن هناك قوى تريد أن تتحكم فى الشعب المصرى وتصنع ماتشاء بشرعية ثمنها الدم، لذلك فهى تحتاج إلى انتخابات.
اجتماع الفريق عنان نائب رئيس المجلس العسكرى بأصحاب المصالح الشخصية المدعويين أحزاب، وماهم بأحزاب، هم ديكور لما مضى من حكم ولما هو حالى ولما هو آت. وللأسف استعجلوا ووقعوا على اتفاق مع المجلس العسكرى يضمن بقاء مجلس مبارك فى السلطة حتى الانتخابات الرئاسية فى 2013 بعد أن كان هناك وعد بتسليم السلطة خلال ستة اشهر، وعندئذ فى عام 2013 يكون مجلس مبارك قد جهز أوراقه وأعاد ترتيبها، وقويت شوكته وزاد عدد المنافقين من حوله وأصحاب المصالح الذين نراهم معه فى صدارة المشهد يشايعونه ويناصرونه يؤيدونه بمايريد. كل من وافق على ماطرحه مجلس مبارك بالأمس يوافق على عودة الاستبداد مرة أخرى، ومعلوم أن الاستبداد يولد الفساد أوتوماتيكيا ومن غير تلقيح طبيعى ولا اصطناعى، هؤلاء يقودون العربة عنوة للخلف لأسوا من عهد مبارك المخلوع.. بئس من خولهم ومن منحهم حق التمثيل وخاب من صدقهم. أحذركم لا تثقوا فيمن لم يف بوعده فى موعده وفيمن يكذب قبل ان يجف مداد الورق وتتلف أجهزة التسجيل. لاثقة فى كل من عمل مع مبارك وذاق حرامه وتنعم فى فساده. جيشنا يا أعظم الجيوش يا من كنت أول من ثار لتجعل مصر للمصريين وأول من ثار لتحرر مصر من الاستعمار وتعيدها لحضن العروبة وتنحاز لشعبها الفقير، ياجيش مصر الحالى استحلفك بالله أن تنهض، قم ولملم أشلاءك، قم وانقذ نصر فلا خلاص من المنتمين إليك إلا بك وإلا كانت الحرب والدماء. المجلس العسكرى الحاكم يخصم من رصيد القوات المسلحة فانتبهوا.